السبت، 10 يونيو 2017

جودة الحياة بين الغرب والاسلام

                        

اهتم علماء النفس الغربيون القدامى والمعاصرين بمفهوم جودة الحياة حتى استقرت اذهانهم على مجموعة من القواعد والاسس والتى اذا توفرت لدى الانسان حقق السعادة والازدهار النفسى والقارئ لهذه الاسس يلمح سريعا ارتباطها بتحقيق الفضيلة والايمان .
وهذا قادنى للتساؤل أليس فى ديننا ما يحقق هذه السعادة ؟وما هى اهم الفروق بين مفهوم جودة الحياة لدى الغرب ومفهومها فى الاسلام؟؟؟.
والاسلام ليس دينا للترهيب والتخويف بل هو دين اذا التزمت به البشرية قادها الى السعادتين سعادة الدنيا وسعادة الاخرة .
ولكن نظرا لابتعاد المسلمين عن جوهر الدين والاكتفاء بالالتزام الظاهر دون الباطن صرنا الى ما صرنا اليه .فالدين انا جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور ومن عبادة الاهواء الى عبادة رب السماء.
وهنا يكمن جوهر الفرق بين مفهوم جودة الحياة لدى العالم الغربى ومفهوم هذه الجودة فى الاسلام ، فنجد ان الغرب غايته اسعاد الفرد فى حياته الدنيا وان يعيش كما يريد . وذلك من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والتى تجعله يسيطر على نفسه ويحسن علاقته مع الاخرين ويحسن انتاجه ولكن كل ذلك فى ضوء الحياة الدنيا فهى الهدف الاسمى والغاية العظمى لدى الغرب.
اما الاسلام فهو يوازن بين الحياة الدنيا للفرد وبين الحياة الاخرة بل ان الحياة الدنيا ليست هى الغاية وانما هى وسيلة لغاية كبرى ، وما هى الا فترة اختبار نحياها ثم ننتقل الى دار الحساب حيث الجنة التى كتبت للفائزين او النار التى كتبت للعاصين الخاسرين،
وهذه ليست مفارنة بين نظام ونظام اخر ولكن هو بمثابة علامة استفهام لمن ترك الدين وراح ينهل من الغرب ليستبدل القوانين والاوامر الالهية بقوانين بشرية .
لما لا نربط شبابنا بدينهم بدلا من ربطهم بمفاهيم غربية لا تسمن ولا تغنى من جوع .
 وهذا لا يعنى عدم مطالعة اخر ما توصل اليه الغرب فى جميع مناحى العلوم بل علينا ان نتعلم منهم ما يفيدنا فى حياتنا الدنيا اما الامور التى ترتبط بالسعادة والاستقرار النفسى فالدين اتى كاملا مكملا لاسعاد البشرية .
وان كان فى العمر بقية سيتم الربط بين ما توصل اليه الغرب وكيف قد سبقهم علماء المسلمين لهذه الاسس والقواعد واشهرهؤلاء العلماء واكثرهم تعمقا فى النفس البشرية الا وهو ابن قيم الجوزية.
نسال الله تعالى ان يردنا الى الحق ردا جميلا وان يهدينا الى صراطه المستقيم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق